نونيز ورث رقم القميص 7 في الهلال: تاريخ مشرف أم عبء ثقيل؟

نونيز ورث رقم القميص 7 في الهلال: تاريخ مشرف أم عبء ثقيل؟

تعدُّ قصة القميص رقم 7 في نادي الهلال السعودي واحدة من القصص المثيرة التي تحفل بتاريخ الفريق، حيث ارتداه عدد من أبرز اللاعبين المحليين والدوليين على مر العصور. مع قدوم اللاعب الأوروجوياني داروين نونيز إلى الهلال، يبدو أن القميص رقم 7 سيحظى بإضافة جديدة في سجل الأبطال الذين حملوه، لكنه في الوقت نفسه يحمل معه ذكرى لاعبين عظماء ارتدوه قبله. سوف نتناول في هذا المقال سيرة القميص رقم 7 وتاريخه في الهلال، وكيف أصبح رمزًا من رموز النادي العريق، مرورًا بأبرز اللاعبين الذين ارتدوه وصولًا إلى اللاعب الجديد داروين نونيز.

تاريخ القميص رقم 7 في الهلال

القميص رقم 7 في الهلال لم يكن مجرد رقم عادي، بل أصبح رمزًا حمل معاني كثيرة من الإنجازات والانتصارات. فمنذ ظهوره لأول مرة في أواخر التسعينيات، ارتبط هذا الرقم بعدد من اللاعبين الذين قدّموا الكثير للفريق سواء على المستوى المحلي أو الدولي. وبدايةً من فهد الغشيان، الذي كان أحد أبرز النجوم الذين ارتدوا هذا الرقم، ومرورًا بتجارب أخرى للاعبين محليين وأجانب، حمل هذا الرقم جواً من المنافسة والإصرار على تحقيق الألقاب.

فهد الغشيان: البداية القوية مع الرقم

كان فهد الغشيان من أوائل اللاعبين الذين ارتدوا القميص رقم 7 في الهلال، ويعتبر من أكثر اللاعبين ارتباطًا بهذا الرقم في تاريخ النادي. تميّز الغشيان بسرعته الكبيرة ومهاراته الفائقة على الجناح، وكان جزءًا من المنتخب السعودي الذي تأهل إلى كأس العالم 1994 في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث سجل هدفًا تاريخيًا في مرمى المنتخب السويدي في المباراة التي جمعت الفريقين ضمن منافسات ثمن النهائي. هذا الهدف وضعه في ذاكرة عشاق الكرة السعودية والهلاليين على حد سواء، ليصبح القميص رقم 7 رمزًا لهذا النجم اللامع.

عبد الله الجمعان: النجم الذي احتكر الرقم لفترة طويلة

بعد رحيل الغشيان، جاء الدور على عبد الله الجمعان الذي أصبح مرادفًا للقميص رقم 7 في ذهنيات عشاق الهلال. فقد كان الجمعان واحدًا من أبرز مهاجمي الفريق، وامتاز بقدرته على تسجيل الأهداف الحاسمة في أوقات الشدة. وُلدت علاقة قوية بين الجمعان والقميص رقم 7، وظل هذا الرقم في حيازته لفترة طويلة قبل أن تبدأ مرحلة جديدة مع تطور الدوري السعودي.

كان الجمعان أحد اللاعبين الذين قدموا للهلال الكثير من البطولات، وكانت قدرته على التألق مع الفريق تمنحه مكانة مميزة في قلوب الجماهير الهلالية. ورغم أنه لم يحتفظ بهذا الرقم في موسم 1997-1998 حينما ارتداه البرازيلي جيلسون دي سوزا، إلا أنه سرعان ما استعاده بعد رحيل الأخير ليظل مرتبطًا بالقميص رقم 7 طوال مسيرته مع الهلال.

المهاجم الكوري يو بيونج سو: فترة انتقالية في تاريخ القميص

بينما كانت جماهير الهلال تعتاد على رؤية الجمعان يحمل الرقم 7، ظهر المهاجم الكوري الجنوبي يو بيونج سو ليأخذ مكانه على الواجهة، حيث ارتدى هذا الرقم في الفترة من 2011 إلى 2013. وعلى الرغم من أنه لم يحقق نفس النجاح الكبير الذي حققه الجمعان مع الهلال، إلا أن يو بيونج سو ظل جزءًا من تلك المرحلة التاريخية للفريق، واستطاع أن يترك بصمته الخاصة مع الفريق، وإن كان لفترة قصيرة.

تياجو نيفيز: عودة نجم الهلال

ومع عودة البرازيلي تياجو نيفيز إلى الهلال في عام 2013 بعد تجربة سابقة بين 2009 و2011، أصبح الرقم 7 من نصيبه مرة أخرى. يُعتبر نيفيز من أبرز اللاعبين الذين ارتدوا هذا الرقم في السنوات الأخيرة، حيث حقق مع الفريق العديد من البطولات، وكان له دور كبير في تحسين أداء الفريق في المنافسات المحلية والقارية. بفضل موهبته الكبيرة وخبرته، أصبح نيفيز أحد أهم اللاعبين في تاريخ الهلال، وارتبط الرقم 7 باسمه لدى العديد من الجماهير.

سلمان الفرج: انتقال الرقم 7 إلى قائد الوسط

مع مرور الوقت، تولى قائد الفريق سلمان الفرج مهمة ارتداء الرقم 7 بعد رحيل نيفيز. حيث قرر الفرج الذي كان يحمل الرقم 13 في السابق، أن يتخلى عن رقمه المفضل ويمنح نفسه الرقم 7 تقديرًا لقيمته في الفريق، وللحاجة إلى تجديد دور القائد داخل الملعب. وظل الفرج يعتز بالقميص 7 حتى رحيله عن الهلال في صيف 2024، حيث كان يقدّم أداءً متوازنًا يجمع بين القيادة الحكيمة والقدرة على تحفيز اللاعبين في الأوقات الصعبة.

خالد الغنام: فترة الإعارة وظهور الجديد في الرقم

وبينما كان الهلال يعيش مرحلة انتقالية بعد رحيل الفرج، ارتدى الجناح الشاب خالد الغنام الرقم 7 خلال فترة إعارته من نادي الاتفاق في موسم واحد. وعلى الرغم من أن هذه كانت فترة مؤقتة، إلا أن الغنام أظهر قدرات مميزة مع الهلال، ونجح في إثبات نفسه كأحد اللاعبين الصاعدين في الفريق. لكن الرقم 7 في تلك الفترة ظل يحمل معنى استثنائيًا، وكان يمثل مرحلة جديدة من التحدي للأجيال القادمة من لاعبي الهلال.

داروين نونيز: استلام القميص رقم 7 وتحديات جديدة

وفي هذا السياق، جاء اللاعب الأوروجوياني داروين نونيز ليكون آخر من يرتدي القميص رقم 7 في الهلال. نونيز، الذي جاء إلى الهلال بعد تجربة متميزة مع ليفربول الإنجليزي، يحمل آمالًا وطموحات كبيرة لتحقيق النجاح مع الفريق العاصمي. تم توقيع عقده مع الهلال مساء السبت في مراسم احتفالية، ليعلن عن استلامه القميص رقم 7، وهو القميص الذي حملته أسماء لامعة في تاريخ النادي. من المتوقع أن يشكل نونيز إضافة قوية لهجوم الهلال، خاصةً أنه يُعرف بسرعته وقوته البدنية وقدرته الكبيرة على تسجيل الأهداف.

يُعتبر انتقال نونيز إلى الهلال خطوة استراتيجية من إدارة النادي في تعزيز صفوف الفريق، في إطار سعي الهلال المستمر لتحقيق مزيد من النجاحات على الصعيدين المحلي والدولي. عقد نونيز يمتد حتى صيف 2028، مما يضمن استقرارًا طويل الأمد في صفوف الفريق، ويعزز من توازن تشكيلة الهلال في السنوات القادمة.

الرقم 7 في الهلال: أكثر من مجرد قميص

إن الرقم 7 في الهلال ليس مجرد قميص رياضي، بل هو رمز تاريخي يربط بين الأجيال المختلفة من اللاعبين الذين مروا على النادي. لكل لاعب ارتداه قصة خاصة، وكل واحد منهم ساهم في تحقيق إنجازات كبيرة جعلت الهلال أحد أعظم الأندية في تاريخ كرة القدم السعودية. القميص رقم 7 حمل معه عبئًا ثقيلًا من المسؤولية والتمثيل على أعلى مستوى، وهو ما يجعل من يتسلمه في المستقبل يعي تمامًا حجم التحدي الذي ينتظره.

ومع انضمام داروين نونيز إلى الفريق، يُنتظر أن يستمر هذا الرقم في إضافة المزيد من الفصول المثيرة في تاريخ الهلال. نونيز، مثل بقية من حملوا هذا الرقم من قبله، سيكون في مواجهة تطلعات الجماهير الهلالية التي تعوّدت على أن القميص رقم 7 يحمل الكثير من الأمل والتوقعات.


اكتشاف المزيد من ksa arts | موقع رياضي سعودى

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

التصنيف: الهلال

التعليقات (0)

اترك تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.